( سلسلة المهارات لدى الأطفال )
بقلم Carrie Mesrobian من جامعة Rassmussan
كتبت بالعربية بواسطة فاتن خالد

حسن التعامل عند الشراء ، إلقاء التحية عند الدخول لمكان ما ، الشكر لأي شخص قدم لك المساعدة ، قد تفترض أن هذه مجرد عادات اجتماعية تأتي بشكل طبيعي ، ولكن في الواقع ، يعد التعامل في المواقف الاجتماعية مهارة يجب تطويرها منذ الصغر
في حين أن قدرتنا على التعامل في المواقف الاجتماعية تأتي من التعلم عبر الملاحظة البسيطة والتجربة ، فلا يزال هناك المزيد من الأساليب الاستباقية التي يمكننا اتباعها ، نظرًا لأن الوباء الأخير قد حد من فرص التفاعل الاجتماعي للأطفال و تطوير مهاراتهم ، فقد يكون من المهم أكثر من أي وقت مضى اتباع طرق سليمة إتجاه بناء تلك المهارات
إذن كيف يمكنني تطوير مهارات طفلي الاجتماعية ؟
لقد جمعنا لك من متخصصي تعليم الطفولة المبكرة تقديم بعض الأساليب البسيطة لجعل الأطفال في سن ما قبل المدرسة يمارسون ويطورون قدراتهم على التفاعل الاجتماعي ، فحتى يتأقلم اطفالك مع المواقف الاجتماعية من غير بذل جهداً كبيرًا منكِ ، في هذه السلسلة
نعرض لك خمس طرق سهلة يمكنك اتباعها
لتعزيز المهارات الاجتماعية عند طفلك
الطريقة الأولى : عززي اللعب التخيلي لدى طفلك
توفير الكثير من الوقت و التوجيه للعب التخيلي
عندما يسمع الكثير منا عبارة "اللعب التخيلي" ، قد نفكر في الأزياء والشخصيات الكرتونية ، وربما نتذكر تجارب طفولتنا: "اللعب في المنزل" أو " التظاهر بإدارة مطعم" أو "مدرسة " أو "متجر".
في حين أن هذه الألعاب التخيلية لا تزال طرقًا ممتازة لتطوير المهارات الاجتماعية عند طفلك ،، فهو يحتاج إلى الوقت الكافي والتوجيه منك أكثر من مجرد لعبة

مثال : " لعبة المطعم "
اعطي أطفالك وقت كافٍ لإعداد المشهد الخاص بهم وتعيين الأدوار : من هو الطباخ ، المشتري ، البائع ، إلخ ، حثيهم على النقاش ، واخلقي لهم مشكلة في المطعم و اجعليهم يتناقشون لحلها ، وأعطي الدعم لمن هو أقل تفاعل وساعديه بلطف ، واعرضي عليه عبارات لطلب المشاركة أو كلفيه بمهمة حتى يقوم بها ، و قت النقاش سيسمح لك ملاحظة أطفالك و طريقة تعاملهم مع النزاعات وحل المشكلات
السر هو إتاحة الكثير من الوقت لأطفالك للنقاش والتفاوض وحل المشكلات في اللعب التخيلي ،
بذلك تتطور مهاراتهم الاجتماعية واللغوية
الطريقة الثانية : اعطي طفلك مساحة حرة
مساحة حرة وفرصة للعب غير المنظم
بينما يمكنك ملاحظة اللعب التخيلي والإشراف عليه ، هناك أيضًا الكثير الذي يمكن للطفل الصغير أن يتعلمه من وقت اللعب الغير متنظم والمتواصل
يقول بعض الخبراء ان عقل الطفل مبرمج على التعلم من خلال اللعب والتقليد
إذا كنت تعيشي في مكان يوجد فيه اطفال ، اتركي طفلك يختلط بهم ويلعب معهم ، يمكنك الاشراف على طفلك و الاهتمام به ولكن بشرط ان لا تكوني مراقبة له

لا تتحكمي في اللعب اجعلي طفلك يحصل على وقت كافٍ للدخول في سيناريو اللعب ، حيث تتطور مهاراته بشكل عفوي ، لذا تراجعي واسمحي لطفلك التصرف بشكل طبيعي من خلال المواقف الإجتماعية التي يمر بها مع باقي الأطفال
يتطلب التعلم أحيانًا الحرية لارتكاب خطأ والتعلم منه ، لذا حاولي مقاومة الرغبة في التدخل إذا لم تكن الأمور تسير على ما يرام
الطريقة الثالثة : عرفيه على المشاعر
علمي طفلك التعبير عن مشاعره
يتمتع بعض الأطفال بقدرة عالية للتعرف على المشاعر وفهم تبادل الأدوار بسبب مرورهم بمواقف ساعدتهم على تنمية مهاراتهم ، ولكن البعض الآخر من الاطفال يعانوا من مهارات لغوية في التعبير عن مشاعرهم وفهم مشاعر من حولهم ولديهم خبرة محدودة في حل المشكلات ، في هذه الحالة يحتاج الأطفال إلى التدخل التدخل وتقديم الوعي
أعطي طفلك ملاحظات على مشاعر غيره
مثلاً : إذا كانت اخته حزينة اعطه بعض الملاحظات على مشاعرها
" انظر إلى وجه اختك ! أرى أنها تبدو حزينة ! هل ترى دموعها ؟ أرى أنها توقفت عن الابتسامة "
توقفي للحظة بعيداً عن ردة فعل طفلك اتجاه اخته واعطه سلوكاً يساعده على معرفة شعوره إذا مر بهذا الموقف بغض النظر عن طبعه او تجاربه السابقة ، من الجيد تعليم الطفل أن يضع نفسه في مكان شخص آخر ومحاولة فهم مشاعر غيره .

تحدثي مع طفلك كلما يحدث أمامه سلوكا اجتماعياً جيداً
مثلا : " أرى سارة وماجد اخوان يتشاركون الكرة " أو " جميلة و نجوان يتناوبان على الهاتف "
عززي عند طفلك هذا السلوك الاجتماعي واعجابك به
من خلال شرحك لطفلك ما تلاحظيه سيقوم طفلك بربط افعاله بملاحظاتك و سيتعرف بسهولة على المشاعر ويصبح لديه قدرة كبيرة على التعبير
الطريقة الرابعة : احترمي اختلاف طباع طفلك وميوله الشخصية
اختلاف شخصية وطباع طفلك
إلى جانب أهمية تطوير الطفل للتواصل الإجتماعي ، وتقوية تعبيره عن مشاعره ، من المهم أيضًا أن تتذكري أن كل طفل له شخصية مختلفة ، عليك باحترام ميوله وطباعه (طالما أنه لا يؤذي نفسه أو أي شخص آخر)
قد يبدو الطفل الإنطوائي غير ودود مقارنة بالطفل الاجتماعي ، لكن حاجته إلى أن يتم تقديره و مشاركته لا تقل أهمية عن الطفل الاجتماعي
لا تقنعي طفلك" الإنطوائي " بالتغير
في الحقيقة ، امدحيه ! قولي له : "أنت حكيم جدًا أن تقف وتراقب اللعب قبل أن تنضم إلى المجموعة ، هذا شيء ذكي حقًا. تعال متى كنت مستعدًا

أهمية تقبل طفلك على طبيعته
لأن الأطفال في تعاملاتهم الاجتماعية - سواء كانوا أطفال انطوائيين أو اجتماعيين ـ يجب على الامهات أن يكونوا على وعي تام للتعامل معهم
لأنه من الممكن أن يتسبب عدم فهمك لشخصية طفلك ضغط على قدراته
يحتاج الأطفال الإنطوائيين إلى اهتمام اكثر و لجعل التجربة الإجتماعية تؤتي ثمارها يجب على كل أم تقبل طفلها كما هو
الطريقة الخامسة : شاركي اطفالك
تجربة ومناقشة القصص معا
أحيانًا تكون أبسط الأنشطة هي الأفضل لتنمية المهارات الاجتماعية لدى طفلك ، فرواية وقراءة القصص ومشاهدة البرامج المفيدة أنشطة أساسية ، ثم قضاء بعض الوقت كأسرة واحدة في مناقشة ما شاهدتموه معاً هي طريقة رائعة لمشاركة أطفالك أفكارهم ومعرفة مهاراتهم .

بمجرد حصولك على التجربة المشتركة للقصة
سواء في كتاب أو برنامج تلفزيوني ، يمكنك الرجوع إلى الأحداث والشخصيات ، والنظر في اختياراتهم ، والأشياء المضحكة التي قالوها أو فعلوها ، و الطرق التي تعاملوا بها مع المشاكل
هذه طريقة رائعة لتنمية المهارات الاجتماعية لدى اطفالك ، أخبريهم بعض القصص التي عشتيها ، واقرأي معهم الكتب ، وناقشي المواقف التي تريها معهم في البرامج والأفلام .
Comments