في كل مكان قصة

( السفر مع الاطفال )

بقلم فاتن خالد

واحدة من أكثر الذكريات حيوية في أيام ما بعد كورونا هي رحلتنا الجوية الأولى مع بناتي الاثنين

اخذت منا الرحلة أكثر من 10 ساعات ما بين المطار و الرحلة نفسها بالطائرة والسيارة للوصول للمنطقة التي كنا نريدها ، اكيد الأطفال يغيروا مغامراتنا بشكل جذري نفقد العفوية وبدالها نركز على السلامة و الجو المناسب وأوقات القيلولة ونأخذ معانا كومة متزايدة من الاغراض ، لكن بالنسبة ليا ، الأمر يستحق هذا التركيز ،،،

كانت رحلة طويلة ومع ذلك بعد رجعتنا شعرت بإحساس جميل نوع من الحماس ، تنفست في الجبال و البحيرات و الشلالات الي ما شفتها من قبل

الحمدالله جائتني نعمتين واضافوا لنا المغامرة لكل ما كان يعتبر أمر طبيعي ومألوف جدا ارهقوني جدا ولكن في المقابل امتلئت منهم بالحب ، زي لو كنت أقوم برحلة طوال الليل ، وحياتي على ظهري للتواصل مع ناس تختلف حياتهم اختلافًا جذريًا عن حياتي ، لتذوق توابل جديدة في وصفة قديمة ، لرؤية معالم و تاريخ في كل مكان

في أشياء نفتقد زيرتها او عملها مع الأطفال الصغار ولكن في المقابل شيء يمكن قوله في المغامرة مع اطفالنا ، وما يقدموه لنا في المقابل حتى لو كان كل ما يمكننا إدارته في بعض الأحيان هو رحلة إلى مدينة مختلفة

على الرغم من أن الروتين اليومي أساسي وضروري لكن الأشياء السحرية تحصل عندما يتم إخراجهم بلطف من منطقة الراحة

يسألوا أسئلة جديدة يخوضوا مخاطر جديدة يدخلوا في تجارب جديدة في حكاياتهم بعد رحلتنا تفاصيل صغيرة تلون ذاكرتهم عن مغامراتنا ، مناظر رهيبة ، أصوات غريبة و لغة جديدة مختلفة ، اشوف اعينهم تلمع في اي مشهد أو تجربة جديدة كيف يعيش الناس المختلفون وكيف تنمو النباتات المختلفة ، تفاصيل قليلة لكن تبقى في ذاكرتهم طول المدى كنا نتشارك جزء من التجربة التي ستصبح جزء منا إلى الأبد

حولوا الأجزاء العادية من السفر إلى مغامرة بحد ذاتها ، أضافوا طبقة من المعنى إلى ما نعمله نختبر شيئ جميل ونجعله في حياتهم نربيهم على حب الاستكشاف ونوضح لهم بعد أن يتجاوزوا مرحلة الطفولة لا يموت الفضول والتعلم والاستكشاف مع تقدم العمر

لقد جعلوا لنا في كل مكان قصة ، و في يوم من الأيام حيأخذوا أطفالهم معهم في رحلة ومغامرة جديدة .